28 ديسمبر 2009

انهيار الإمبراطورية العثمانية والتدخل الاستعماري في المشرق العربي

مقدمـة:

 تدهورت أوضاع الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 19م، مما أدى إلى انهيارها وتقسيم مناطق نفوذها.- فما العوامل التي أدت إلى تدهور الإمبراطورية العثمانية وانهيارها؟ - وما الأساليب التي استعملتها القوى الاستعمارية للتغلغل بالمشرق العربي؟- وما هي أهم مناطق النفوذ التي قسم إليها المشرق العربي؟

І – تدهور أوضاع الإمبراطورية العثمانية وفشل محاولات الإصلاح:
1 ـ تدهورت أوضاع الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 19:
فقدت الإمبراطورية العثمانية المقومات التي بنت على أساسها إمبراطوريتها الواسعة إذ أخذت بوادر الضعف تظهر عليها منذ أواخر القرن 16م، حيث تعرضت لهزائم عسكرية متتالية، ففرضت عليها مجموعة من المعاهدات اقتطعت أجزاء مهمة من ترابها.(أنظر الخط الزمني الصفحة 31)مع بداية القرن 19، تفاقمت أوضاع الإمبراطورية بعد ضعف الجيش وازدياد الصعوبات المالية وارتفاع الضرائب مما أدى إلى اضطرابات اجتماعية.
2 ـ فشل محاولات الإصلاح:
لجأت الدولة العثمانية منذ أواخر القرن 18 إلى سن سلسلة من الإصلاحات، استهدفت الحيلولة دون التفكك التام والسقوط تحت قبضة الاستعمار الأوربي. مست"التنظيمات" العثمانية القطاع العسكري بإعادة تنظيم الجيش بعد حل "الانكشارية" وإلغاء "نظام الالتزام" حيث أصبحت الضرائب تؤدى مباشرة للدولة حسب الثروة والدخل. واجهت الإصلاحات العثمانية مجموعة من الصعوبات بسبب معارضة قادة الجيش والفقهاء ومناورات الدول الأوربية ونقص الموارد المالية، مما دفع الدولة إلى الاستمرار في الاقتراض من الخارج فأفلست الخزينة.
ІІ – أدى التدخل الاستعماري إلى تفكك الإمبراطورية العثمانية:
1 ـ تعددت أساليب التدخل الاستعماري في المشرق العربي:
 تعددت أساليب التدخل الاستعماري بالمشرق العربي، ففي الميدان الاقتصادي أغرقت أوربا الدولة العثمانية بالديون وحصلت على امتيازات تجارية، أما في الميدان الديني فعملت على إرسال البعثات التبشيرية والتدخل لحماية حقوق الأقليات، كما تدخلت سياسيا في شؤون الحكم بعزل أو تعيين الحكام بالمناطق العربية.
2 ـ تفككت الوحدة الترابية للإمبراطورية العثمانية:
تصدعت الإمبراطورية العثمانية بفعل هزائمها المتتالية حيث انتقلت من التوسع الترابي إلى التخلي عن أجزاء هامة من ترابها سواء بأوربا أو إفريقيا أو بالمشرق العربي حيث ظهرت عدة حركات انفصالية تطالب بالاستقلال. اقتطعت النمسا والدول المتحالفة معها أجزاء من الممتلكات العثمانية بأوربا بمقتضى "اتفاقية كارلوفيتز" سنة 1694م، كما تمكنت روسيا من الاستيلاء على شبه جزيرة القرم والساحل الشمالي للبحر الأسود، ومع بداية القرن 19، اشتد التنافس الأوربي حول أراضي الإمبراطورية فاستخدمت فرنسا وبريطانيا الطرق الديبلوماسية والعسكرية للتوغل داخلها والحصول على عدة امتيازات.
ІІІ – أسباب انهيار الإمبراطورية العثمانية وتفكك المشرق العربي:
1 ـ أسباب الانهيار:
• الأسباب الداخلية: تعددت الصراعات داخل الإمبراطورية العثمانية بفعل الصراع على الحكم وتدخل الجيش في شؤون الحكم، كما أن حروب البلقان ساهمت في إضعاف السلطة المركزية وساهمت الثورة العربية الكبرى المطالبة بالانفصال بتحريض ودعم من بريطانيا في تفكك وحدة الإمبراطورية.• الأسباب الخارجية: ساهم التآمر الفرنسي الإنجليزي والهزيمة في الحرب العالمية الأولى في إضعاف وتفكك وحدة الإمبراطورية العثمانية. (أنظر الجدول الصفحة 34)
2 ـ التدخل الاستعماري بالمشرق العربي:
 أصبح الوجود العثماني بالمشرق العربي اسميا فقط بعد ضعف الإمبراطورية العثمانية، فاغتنمت الشعوب العربية الفرصة لتنظيم حركات تطالب بالانفصال عن الحكم العثماني.خلال الحرب العالمية الأولى عملت بريطانيا على استمالة دول المشرق العربي لصالحها ضد الإمبراطورية العثمانية فأجرى المفوض البريطاني مكماهون سلسلة من المراسلات مع ممثل الدول العربية الشريف حسين أمير الحجاز لإعلان ثورة العرب ضد الأتراك مقابل الحصول على استقلالهم بعد نهاية الحرب.ساهمت ثورة العرب في انهزام العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، إلا أن الوعود التي قدمتها بريطانيا كانت مناقضة للمعاهدات السرية التي وقعتها مع فرنسا لتوزيع مناطق النفوذ، من أهمها معاهدة سايكس- بيكو(أبريل 1916 - أنظر الخريطة الصفحة 34) ساهم مؤتمر فرساي من خلال معاهدة سيفر سنة 1920 في تفكيك الإمبراطورية العثمانية وتعيين حدود "دولة تركيا".
خاتمـة:
ساهمت مجموعة من العوامل في انهيار الإمبراطورية العثمانية،فسقطت مجموعة من الدول العربية تحت الاستعمار الأوربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسس في بعث هواية القراءة

  حسين سونة نشر في  الشرق المغربية  يوم 28/07/2011                                                           قرأت باهتمام مقالا للكاتب محمد...