داخل دوامة وراء الدّائرة القطبية، حيث يطول النّهار ستّة أشهر، ويطول اللّيل مثلها، وتشرق شمس منتصف اللّيل وتغرب رمادية اللّون على صقيع أبدي، هيّجت عشر سنوات الصّبابة في قلبي المحترق إلى وطني، يمثل أمامي في نومي ويقظتي شامخا كالطّود. كنت كمثل طائر منتوف الجناحين.
نظرتُ يوما إلى سّماء الغربة، فشاهدتُ غيمة يتيمة سابحة، تابعتها بعنين دامعتين، وخاطبتها قائلا:
"إذا مررت بسماء وطني، فأبلغي سلامي إلى أهلي".
سمعت الملائكة كلامي، ورسمت من الغيمة خريطة للمغرب.
محمد مباركي / وجدة / المغرب