18 أكتوبر 2011

الأسرى الفلسطينيون قبل إبعادهم لتركيا وقطر وسوريا: سنعود يوما لوطننا لنواصل العمل حتى يُحرر.. حريتنا جميل فى أعناقنا لمصر.. أسير يدعو المقاومة لأسر المزيد من جنود إسرائيل حتى تبييض السجون من الأسرى

وسط مشاعر متباينة، من حزن وأسى وبكاء، وفرحة وزغاريد وسرور، استقبل أهالى الأسرى "المبعدين"، ضمن صفقة "وفاء الأحرار أبناءهم وآباءهم وإخوتهم، فى القاهرة بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، والوفد المرافق له الذى ضم موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وعزت الرشق ومحمد نصر وصالح العارورى أعضاء المكتب السياسى للحركة.


واتفق جميع الأسرى الفلسطينيين خلال حديثهم لـ"اليوم السابع"، أنهم لن ينسوا وطنهم الذى شهد خروجهم للحياة، ومن أجله قبعوا فى سجون الظلام، وله أبعدوا خارجه، وقال الأسرى: "إن فلسطين باقية فى عقولنا مهما طال إبعادنا؛ لأننا سنعود يوما ما إلى هذا الوطن الذى دفع الآلاف من أبنائه من دمائهم وحريتهم ثمنا لتحريره، كما أثنى الأسرى المبعدون على جهود جهاز المخابرات العامة فى العمل على إنجاح الصفقة وقالوا "إن حريتنا دين فى رقبتنا لمصر ولن ننساه".

"اليوم السابع" رصد احتفالات حماس بأسراها من الفلسطينيين المبعدين والذين احتضنت القاهرة استقبالهم، وبمجرد دخول خالد مشعل إلى قاعة الاحتفال تعالت صيحات التكبير والتهليل من جانب الأسرى المفرج عنهم وذويهم، واستهل خالد مشعل حديثه، بتقديم التهنئة إلى الأسرى والفلسطينيين والعرب والمسلمين بمناسبة نجاح صفقة "وفاء الحرية"، وقال مداعبا الحضور، "إن رجال الإعلام والصحف الموجودون لتغطية الاحتفال، هى أكثر عدداً من الأسرى المبعدين".

الأسيرة المبعدة "آمنة منى" التى تلقب بعميدة الأسيرات، والتى تنتمى لحركة فتح قالت لـ"اليوم السابع": أنا معتقلة فى السجون الإسرائيلية منذ 11 عاما بتهمة خطف عن طريق الإنترنت وحكم على بالمؤبد".

ورغم أن آمنة كانت ضمن المجموعة التى طلبت إسرائيل وفقا للصفقة إبعادها عن مكانها الأصلى فى القدس إلى قطاع غزة، إلا أنه فى اللحظات الأخيرة وقبل أن تصل إلى معبر رفح لدخول القطاع طلبت إسرائيل إبعادها خارج الأراضى الفلسطينية، وقالت آمنة "كنت مخيرة بين قطر أو سوريا أو تركيا، فاخترت الذهاب إلى تركيا".

وليد زكريا، أحد الأسرى "المبعدين"، قبع فى سجون الاحتلال الإسرائيلى لمدة 20 سنة، بتهمة المشاركة فى تأسيس كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة حماس، والصادر بحقه 6 مؤبدات، وهو من سكان 48، قال فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، تركت أكبر أولادى وهو فى الثالثة من عمره، وها هو الآن يقف إلى جوارى كصديقى بعد 20 عاماً من الأسر فى سجون الاحتلال.

وأضاف زكريا، إننى أتقدم بخالص شكرى وتقديرى إلى المخابرات العامة المصرية التى كان لها أكبر الأثر فى إنجاح الصفقة، ورؤية المأسورين النور بعد عقود طويلة فى ظلمات الزنازين، كما أقدم شكرى إلى المقاومة الفلسطينية بفصائلها، التى أجبرت العدو المتغطرس على الانصياع والخضوع لطلبات المقاومة الباسلة.

ودعا الأسير المبعد، جميع الأذرع المسلحة إلى أسر المزيد من جنود إسرائيل حتى يتم تبييض السجون من كافة الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا نتيجة لدفاعهم المشروع عن أرضهم وعرضهم ودينهم ومقدساتهم، كما دعا حركة حماس وحركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية إلى التوحد من جديد والوقوف فى صف مقاومة العدو الإسرائيلى، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

وتعهد أن لا يهدأ لهم بال، حتى يتم تحرير جميع الأسرى من سجون إسرائيل، مبينا أن إسرائيل فوجئت بمقاومة هؤلاء الأبطال لها حتى داخل السجون نتيجة لرفض الظلم الواقع عليهم من منع للزيارات وحبس المقاومين فى الزنازين الانفرادية وغيرها من الجرائم التى تتم فى حق الأسرى داخل السجون بعد أن تواطأ المجتمع الدولى وعلى رأسها أمريكا وأوروبا التى تتغنى بحقوق الإنسان، وفى نفس الوقت تشجع على انتهاك حق الإنسان الفلسطينى.

من جانبه قال محمد دغلس، أحد الأسرى المبعدين "صدر بحقى عدة أحكام بلغت فى مجموعها 1600 سنة بتهمة التنسيق والاشتراك فى الإعداد لعملية استشهادية، وقضيت فى السجن 10 سنوات، ودخلت السجن وعمرى 21 عاماً لأخرج الآن بفضل الله أولا ثم بفضل جهود رجال المخابرات المصرية والمقاومة الفلسطينية الباسلة، لكن هذا الإفراج لن يثنينا عن مواصلة الكفاح والنضال "المشروع"، حتى نحرر كامل تراب وطننا، وتعود إلينا مقدساتنا ونثأر لأرواح الأبطال الشهداء الذين سبقونا على درب المقاومة والجهاد.

وأضاف دغلس، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلى جمعتنا صباح اليوم فى سجن النقب، وقامت بإرغامنا على التوقيع على تعهدات بنبذنا للعنف والإرهاب، وكانوا فى ذلك خاطئين، إذ إنهم اعتقدوا أن ثمن الحرية هو توقيعنا بلا تفكير، ولكننا والحمد لله صمدنا ورفضنا التوقيع والإذعان لما أرادوا، لنسطر حتى فى آخر أيام حبسنا وأول أيام حريتنا ملحمة جديدة من الثبات.

وأشار الأسير المحرر، إلى أنهم تركوا شبابا ورجالا فى سجون إسرائيل هم من خيرة أبناء الأرض المحتلة، الذين لم تشملهم صفقة الإفراج، لكنه تعهد بالعمل مع إخوانه حتى يتم تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل، وحتى تنعم كل أم بلقاء ولدها، وحتى تنعم كل بنت وزوجة وأخ وأخت بلقاء ذويهم الذين يقبعون فى سجون الظلم والطغيان.

كما ألقى الأسير المحرر حسام بدران كلمة بالنيابة عن الأسرى المبعدين، المفرج عنهم، وقال فيها، إن إنجاز هذه الصفقة يعد إنجازا تاريخيا بكل المقاييس، فها نحن جئنا إليكم من خلف قضبان أكلت زهرة أعمارنا، جئناكم إلى نسيم الحرية بعد سنوات من الظلم والقهر، وقد تركنا داخل هذه السجون إخوة لنا خيرا منا لأن الله أراد لهم الأجر والمثوبة فى الآخرة.

وأضاف بدران، أننا اليوم جئناكم محررين، بعد مجهودات عظيمة من جانب رجال المقاومة الفلسطينية، لتثبت المقاومة من جديد أنها الوحيدة الكفيلة بإفشال مشاريع إسرائيل الغاشمة، التى نعرفها جيداً ونعرف طبائع أهلها لأننا عاشرناهم سنين طويلة، فلا حل للقضية الفلسطينية إلا المقاومة لأنها هى التى أجبرت إسرائيل وهى العدو المتغطرس على انصياعها صاغرة للمقاومة.

وقدم الأسير المحرر الشكر باسمه وباسم جميع الأسرى المحررين وأهلهم إلى القيادة المصرية التى رعت صفقة "وفاء الأحرار"، وخص بالشكر جهاز المخابرات المصرى، الذى قال فيه "إننا عهدناه جهازا وطنيا يعمل لصالح الفلسطينيين كالمصريين على السواء".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسس في بعث هواية القراءة

  حسين سونة نشر في  الشرق المغربية  يوم 28/07/2011                                                           قرأت باهتمام مقالا للكاتب محمد...