اليوم السابع-الإثنين،19مارس2012
رحل البابا شنودة الثالث فى مرحلة تاريخية دقيقة وعصيبة فى تاريخ مصر ، فالوطن فى حالة مخاض، وخريطته السياسية والاجتماعية يعاد تشكيلها وصياغتها من جديد، والمخاوف كثيرة بشأن المستقبل فى ظل حالة انفجار سياسى، وتفكك اجتماعى، يعانى منها الوطن، وفى القلب منها المسألة الدينية مع صعود وبروز تيار الإسلام السياسى إلى منصة الحكم.
الضرورة الوطنية فى هذا التوقيت بالذات، كانت تتطلب وجود البابا شنودة برؤيته وحكمته وخبرته، ووعيه فى التعامل مع التحديات التى تواجه مصر فى المرحلة الانتقالية الصعبة والمتعثرة، وما يتعرض له النسيج الوطنى من محاولات داخلية وخارجية لتمزيقه، لكنها المشيئة الإلهية التى لا اعتراض عليها ولا رد لقضائها.رحل البابا شنودة الثالث فى مرحلة تاريخية دقيقة وعصيبة فى تاريخ مصر ، فالوطن فى حالة مخاض، وخريطته السياسية والاجتماعية يعاد تشكيلها وصياغتها من جديد، والمخاوف كثيرة بشأن المستقبل فى ظل حالة انفجار سياسى، وتفكك اجتماعى، يعانى منها الوطن، وفى القلب منها المسألة الدينية مع صعود وبروز تيار الإسلام السياسى إلى منصة الحكم.
رحيل البابا شنودة يفتح الباب لأسئلة قلقة، حول مستقبل الكنيسة المصرية من بعده، فالرجل بمواقفه الوطنية والقومية المشهود لها، أسس لنهج ومدرسة فكرية خاصة بين كنائس العالم، للدور الوطنى والقومى للكنيسة المصرية، وترسيخ هذا الدور رغم ما تعرض له من هجوم وضغوط ومعارضة شديدة لآرائه ومواقفه، مما يتعرض له المسيحيون فى الداخل، أو موقفه من التطبيع مع إسرائيل فى الخارج وقراراه منذ البداية بعدم الذهاب مع السادات فى زيارته للكيان الصهيونى عام ٧٧، وهو الموقف الذى صنع حالة العداء بينه وبين الرئيس الراحل، وأدى إلى قرار عزله وتحديد إقامته فى دير وادى النطرون. وأعلن البابا شنودة موقفه الشهير بأنه لن يدخل المدينة المقدسة، إلا مع إخوانه المسلمين، وأنه سيكون آخر العرب الداخلين إلى القدس.
ويشهد الجميع للبابا شنودة أنه تعامل بحكمة وحنكة وبوعى وطنى طوال سنوات الثمانينات والتسعينيات، وحتى قبل رحيله مع حوادث العنف الطائفى الملتهبة، ولم يرضخ أو يستسلم لصيحات الغضب التى طالبته فى كثير من الأحيان باتخاذ موقف أشد عنفا، ضد ما اعتبروه «اضطهاداً وتمييزا ضد الأقباط المسيحيين فى مصر»، وأدار كل الأزمات التى كادت تعصف باستقرار الوطن، ووحدة نسيجه بهدوء وصبر، دون التورط فى صدام، أو تصعيد أراده معارضوه مع الدولة، وجاء اعتراضه السلمى فى بعض الحوادث بالصمت الحكيم، أو بالاعتزال الوقتى فى دير الأنبا بيشوى، فهو الحريص دائما على ترديد «إن مصر ليست وطنا نعيش فيه، ولكنها وطن يعيش فينا». رحيل البابا يثير قلقا وخوفا ما على مستقبل الكنيسة المصرية،ــــ والتحديات التى تواجهها، وفى ظنى أن مستقبل الكنيسة المصرية ودورها يهم الجميع مسلمين ومسيحيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق