30 أغسطس 2016

"أستانة" الكازاخستانيّة .. مدينة السلام وملتقى الحوار بين الثقافات

"أستانة" الكازاخستانيّة .. مدينة السلام وملتقى الحوار بين الثقافات
علياء رايمباكوف من أستانة*
الثلاثاء 30 غشت 2016 - 03:00
لم تمر 20 عاما على قرار تحويل مدينة "أقمولا"، وسط جمهورية كازاخستان، إلى عاصمة للبلاد بدلا من عاصمتها القديمة "ألما أتا"، جنوبي البلاد، وتغيير اسمها إلى "أستانة"؛ حتى انتزعت لقب "مدينة السلام" من "اليونسكو".



العاصمة الجديدة لكازاخستان، التي تعرف بكونها ملتقى للحوار بين الثقافات في منطقة "أوراسيا" والتي استطاعت أن تظفر بلقب "مدينة السلام" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، تسعى إلى أن تصبح مدينة القرن الـ21.

وتجذب "أستانة"، الواقعة في وسط كازاخستان على نهر "إيشيم"، والبالغ عدد سكانها قرابة مليون نسمة، الأنظار من خلال الهندسة المعمارية الحديثة والشاهقة.

وأصدر الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف، في سنة 1997، مرسوما يقضي بتغيير اسم مدينة "أقمولا" إلى "أستانة" وجعلها عاصمة بدلا من "آلما أتا" الواقعة في جنوبي البلاد.

في حديث صحافي أشار ساغندق جانبولاتوف، المهندس المعماري الذي أسهم في جعل "أستانة" مدينة حديثة، إلى أن القرار السياسي لنزارباييف بنقل العاصمة إلى "أستانة" كان "صحيحا"؛ لأن "وصول المواطنين إلى العاصمة القديمة آلما أتا، الواقعة جنوبي البلاد والبعيدة عن المدن الأخرى، من أجل التعليم والعمل كان صعبا للغاية"، يوضح جانبولاتوف بعض حيثيات هذا القرار.

وأضاف المتحدث ذاته في السياق ذاته: "بعد نقل العاصمة إلى أستانة، أُزِيلت عقبات الوصول؛ لأن ربط العاصمة الجديدة الواقعة في وسط البلاد مع المدن الأخرى، عبر الطرق البرية والجوية كان أمرا سهلا".

وكشف جانبولاتوف أن المهندس الياباني كيسا كوركافا فاز في مسابقة المشروع الرئيسي لإنشاء "أستانة"، مشيرا إلى أنه جرى أخذ طبيعة المناخ الجاف لأستانة بعين الاعتبار، لدى إنشائها في 1997. وأضاف أن تشجير العاصمة، الذي تضمنه مشروع الإنشاء، وفّر شروط الحياة المناسبة في المناخ السهبي.

ولفت المهندس المعماري إلى أن برج "بايتراك "(Bayterek)، الذي يعني "الشجرة المقدسة"، يمثل رمز التحول والتغيير الذي تشهده العاصمة. وأردف المتحدث ذاته: "بدءا من البرج، جرى إنشاء قصر الرئاسة، ومقرات الحكومة، والبرلمان. ويُعد مركز خان شاطر للتسوق والترفيه (Han Şatır) ضمن قائمة أفضل 10 آثار تحافظ على طبيعتها".

وأقر جانبولاتوف بعدم انتهاء أعمال البناء في العاصمة في إطار المشروع المذكور، مبينا أنها ستستضيف معرض "إكسبو 2017" الدولي، حيث يتم بناء المنشآت الرياضية ومؤسسات الدولة والمستشفيات وفق خطط محددة. ولفت إلى إنشاء أبنية تحمل في مضمونها ثقافات الصين وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب الثقافة المعمارية العربية.
وتسعى الحكومة الكازاخية إلى جعل "أستانة" مركزًا للمال والأعمال. وفي هذا الإطار، أنشأت مناطق صناعية بمحيط المدينة، إلى جانب نقل الشركات الصناعية من العاصمة القديمة "ألما أتا" إلى "أستانة".

واستضافت "أستانة"، التي أخذت صفة عاصمة البلاد بشكل رسمي قبل 19 عاما، مؤتمرات دولية واجتماعات مهمة؛ منها مؤتمرًا دوليا حول الحد من التجارب والأسلحة النووية، وقمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فضلاً عن اجتماعات زعماء العالم ورجال الدين.

وحظيت المدينة بلقب "عاصمة الثقافة التركية" في 2012، حيث تنظم فيها فعاليات كثيرة في سبيل تطوير علاقاتها مع البلدان الناطقة باللغة التركية، ورابطة الدول المستقلة، حيث تستضيف مقر "الأكاديمية التركية" التابعة لمجلس تعاون البلدان الناطقة بهذه اللغة الرامي إلى دمج العالم التركي.

*وكالة أنباء الأناضول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسس في بعث هواية القراءة

  حسين سونة نشر في  الشرق المغربية  يوم 28/07/2011                                                           قرأت باهتمام مقالا للكاتب محمد...