لحظات من تاريخ ساحة سيدي عبد الوهاب(عنوان أحد المعلقين)
خدمة تجريبية
جديد على وجدة سيتي
يأبى القدر المحتوم هذه المرة إلا أن يضع حدا لعمرمعالم تاريخية حديثة التأسيس استأنست الساكنة بتواجدها وبمعاشرتها والتجول بين جنباتها، فبعد مخاض دام مدة طويلة ، وبين قيل وقال ، وتشوق وتشويق ، وحيرة آخرين ، وغضب البعض الآخر ،الكل يتحدث عن مستقبل هذه المعالم ،
بنظرة الافتخار ومرة بنظرة الاحتقار ، ويطول الترقب أو لا يطول ونحن نتجاذب أطراف الحديث… يأتي الزوار من كل جانب لمعاينة ما استجد من أحداث ، وما يعرض من سلع ولاقتناء ما يحتاجونه من بضائع ، إنها الأسواق التجارية بوسط المدينة العتيقة وجدة والتي تشتمل على
عدة مرافق منها سوق الخضر والفواكه ، كان الناس يقصدونه من كل مكان في الأحياء وعلى مختلف أعمارهم ومستوياتهم المادية أو وضعيتهم الاجتماعية لا فرق بين البعيد والقريب أو الصغير والكبير أو الغني والفقير ، الكل يختار ما يحلو له ويقتني ما أراد ، ولا يجد أحد حرج من الآخر بما في ذلك التاجر المسكين صاحب البضاعة الذي يكيل الميزان ولا يبخس الناس أشياءهم ، و تجد في الجانب الآخر خضارا هيأ لزبنائه سلعة ذات جودة متوسطة بأسعارمناسبة لهم ، ويستمر النشاط بهذا السوق طيلة اليوم تقريبا ، غير أنه في المساء تتغير الوضعية ويرتبط سوق
الخضر هذا بالسوق الآخر وهو سوق الخضر بالجملة على بعد 4 كيلومترات تقريبا ، فيبدأ البيع داخل الأروقة بالطريقة المعروفة لدى الفلاحين أوالخضارة على السواء ، وفي جو مفعم بالحركة والترقب لما سوف تؤول إليه أسعار الخضر والفواكه ، ويتفاءل البعض بالعرض الوافر ،
وترتفع الأصوات من كل جانب ، وبابتسامات الجميع وتصافحهم ، والتفاهم الكبير فيما بينهم ، الكل يعزل ما يشاء و يتفرق الجميع بهدوء ، فتنطلق العربات وتخرج بحمولاتها من ساحة السوق تتمايل يمينا وشمالا بسبب علوها وكمياتها الكبيرة تجرها خيول ضخمة ، فمنها من تجرها أربعة مثنى مثنى ، ومنها اثنان ، نحو السوق ذو الأجل المحتوم والقريب ولا يدري ، وعلى بعد أربع كيلومترات تسير العربات وبفارق زمني معلوم ، والوقت مضبوط أيام سابقينا ، لا يفتح السوق ولا يغلق إلا في الوقت المحدد ، وهو مشهد آخر يغري جلساء المقاهي بالمشاهدة والتفرج على مرور العربات ، ولمدة ساعتان ، وبسماع صهيل الخيول
وصوت أرجلها وتبختر مشيتها ، وتصل العربات ويتم إفراغ الحمولة ليبدأ الخضارون ترتيب سلعتهم لزبنائهم القادمين صباحا إن شاء الله .كل هذا زال… هذه قصة معلمتنا باختصار وببساطة ، ألفناها وحملت همنا ، اليوم توجهت إليها الأنظار ، أرادوا تغيير وجه المدينة وعصرنتها استجابة للعولمة وتحت غطاء التهيئة الحضرية ، وجلب السياح رغبة في تنمية الاقتصاد باستثمارات ضخمة تنفق بسخاء ، فوجهوا لها التهمة : تهمتك أنك تخفين من ورائك جانبا من سور المدينة العتيقة ، ولهم الحق في ذلك ، وما ضاع حق من ورائه طالب ، فكان
ما كا ن
5 COMMENTS
شكرا على مقالك رغم اننا قد نخالف في وجهة النظر،أشير الى أنني من اشد المحبين والمعجبين بميدنتنا وجدة بكل تفاصيلها ، لكني مع ازالة شوق الخضر لأنه يغطي جزء مهم من سور المدينة ، وأيضا ازالة كل اولئك العطارين ومن جاورهم من محتلين من اصحاب البراريك ،الذي كانت لهم براربك حديدة قبالة سوق مليلة في الالفية الماضية ليتحولو لاصحاب دكاكين ومن تم تبحث البلدية في كيفية تعويضهم ،فيما كان مكان تواجد العطارين في الاصل محلات لبيع الفحم والحطب لسكان المنطقة الاصليين .لكن تم ترحيل الاصليين لسوق الفحم بفيلاج الطوبة واليوم جاء الدور على هؤلاء..وجدة حية وستعيش وتحيا كما عاشت من قبل .وجدة حية بتدينها وجدة حية بمدارس القرآن فيها , وجدة حية بجامعتها, وجدة حية بجيرانها , وجدة حية بعلمائها ماهكذا تموت الأمم التي بنت مجدها بدماء المجاهدين إنها وجدة عروس الشرق ثابتة راسخة بأسوارها لا يزعزعها ريح الشرقي ولا ريح الغربي أو غيره اللهم احفظ وجدة من كيد الكائدين .