06 يناير 2016

هذه حقيقة الأصوات الغريب


اسماعيل بويعقوبي هبة بريس                                                                     



هذه حقيقة الأصوات الغريبةانتشرت بسرعة البرق أشرطة مصورة توثق لأصوات غريبة ، قيل أن مصدرها السماء ، حيث انتشرت على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي وعلى موقع ”يوتوب” وتناسلت معها التأويلات ، منها من ذهب إلى إضفاء طابع ”روحاني ” على تلك الأصوات واعتبارها نابعة من قوى غيبية خارقة ، فيما اعتبر البعض ان تلك الأصوات هي ترجمة لما أسموه ب ”أنين السماء ” بعدما وصلت لحالة ”من انعدام الصبر” بعدما طغت قيم الشّر على قيم الخير .
في السياق ذاته أصرّ البعض عند مشاهدتهم لأشرطة الفيديو  على ترديد عبارة من ”علامات الساعة الكبرى” بعد ظهور  علاماتها ”الصغرى” معتبرين هاته الاصوات المجهولة المصدر كدليل على أقوالهم وادعاءاتهم وهو التفسير الذي لاق تجاوبا كبيرا من طرف العديد من المعلقين بمواقع التواصل الاجتماعي ، على اعتبار ان العقل العربي مؤطر بهكذا نوع من التفكير ومستعد لتقبل مثل هذه التفسيرات والتأويلات .
في جانب آخر وبين الخرافة والظاهرة الطبيعية تأرجحت عشرات التعليقات منها من ربط الأصوات بالظاهرة الطبيعية التي تحدث نتيجة تفاعلات مجهولة المصدر ، بينما رأت فئة أخرى أن الأصوات مصدرها ”كائنات فضائية” 
.حقيقة الأصوات ومصدرها 
الغريب في الأمر أن نفس خلفية الأصوات تم ترديدها في مناسبات عديدة وفي أشرطة كثيرة،  بُثّت من طرف أشخاص ينتمون لدول مختلفة منها (كندا والولايات المتحدة الامريكية وكذا تونس والجزائر...) ليأتي الدور هذه المرة على المغرب الذي انتشرت فيه هذه الأصوات كالنار في الهشيم ، حيث ترددت عبارة ” واش سمعتي الصوت ديال البارحة ..؟ سؤال مبهم  ومحيّر أطلق العنان كما سبقت الاشارة للتأويلات والتفسيرات المختلفة ، مدن طنجة مراكش  والدار البيضاء ووجدة ..عاشت هذه اللحظة ”المرعبة ” حسب ما تردد في أشرطة الفيديو المصورة  
الحقيقة أن هذه الاصوات هي مجرد فبركة جد متقنة قام بعا أشخاص عمدوا إلى اقتطاع مقاطع من اشرطة فيديو  للشريط الاصلي الذي يحتوي على هذه الاصوات الغريبة ، حيث يتعلق الامر بفيلم امريكي صدر سنة 2011 تحت عنوان ”red state” يتضمن مشاهد يحمل فيها أشخاص أبواق عملاقة لايهام المسيحيين المحليين أن موعد قيام الساعة وعودة المسيح قد قرُب ، لتنتشر بعدها أشرطة الفيديو التي تضمنت الصوت ”المرعب”  إما بهدف الربح المادي أو لبثّ الخوف والرعب بين الناس ، كان أولها بأوكرانيا ثم كندا تليها الولايات المتحدة الامريكية ليأتي دور الدول العربية والاسلامية ومن بينها المغرب منذ يومين كانت كافية لاعادة طرح قيم الايمان ومدى ترسخ مبادئ القطيعة مع فكر الخرافة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسس في بعث هواية القراءة

  حسين سونة نشر في  الشرق المغربية  يوم 28/07/2011                                                           قرأت باهتمام مقالا للكاتب محمد...