25 يوليو 2013

المفكِّر عدنان إبراهيم يُعلن توبتَه من طريقة حديثه عن الصّحابة


   

العيون بريس/رشيد أكشار: 
على بعد أقل من شهرين عن اعترافات الدكتور يوسف القرضاوي بخطأ تقييمه لمصداقية الشيعة في إمكانية التقارب مع أهل السنة و مراجعة بعض عقائدهم التي ناصبوا الصحابة و أعلام و علماء السنة فيها العداء، فاجأ المفكر الإسلامي الدكتور إبراهيم عدنان جمهوره بإعلان وقفه الخوض في الأحداث التاريخية التي وقعت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، مٌعلنا ندمه على فتح هذا الملف من أصله، بسبب ما أودى إليه من "وقيعة" في أعراض بعض أصحاب رسول الله.عدنان إبراهيم المفكر المعروف بنبشه في أحداث تاريخية تعود إلى القرن الأول و الثاني هجرية، كان قد تناول على مدى عقد من الزمن مواضيع الحروب و الاقتتال الذي نشب بين فريق معاوية و فريق علي، محاولا خلال دراسته و تواصله مع جمهوره إعادة إثارة بعض "المسكوت عنه" في هذه الوقائع، بهدف وضع الجمهور
الإسلامي أمام تاريخ أسلافه، لعله يُحدث نقطة انطلاق نحو ترميم ما يمكن ترميمه من الخلاف الطائفي المستتب اليوم بين الفرقاء، و الذي يعتبر امتدادا للخلاف الأول.

تحدَّث عدنان خلال استضافته على قناة "خليجية" بما لم يكن في حسبان متتبعيه الذين افتقدوا برامج منذ ما يربو عن 9 أشهر، فجواباً منه عن سؤال مقدِّم برنامج "في الصميم" حول ما يمكن أن يفيد به عدنان جمهوره حول موضوع الصحابة؛ قال " لقد أسأت إلى الصحابي عبد الله بن عمر و أنا محزون جدّا و أسأل الله أن يغفر لي ما بدر مني"، مبررا بعض ما صدر عنه بحق الصحابة ب"الخصومة" التي كانت قائمة بينه و بين بعض المشايخ المعاصرين الذين كان في سجال فكري معهم.

يقول عدنان: "اعتقدت أن إعادة النظر في مسائل تاريخية على طريقة الانصاف و التحقيق العلمي و مواجهة الحقيقة المرة .. سيكون ربما أدعى إلى إزالة بعض الجفوة بين الطوائف الإسلامية .. هكذا ظننت" قبل أن ينسف كل ما بناه من خلال عشرات الحلقات و الكتابات بقوله: " لكن للاسف الشديد، بعد التجربة المريرة التي خضتها، وجت أن هذا الطريق طويل جدا جدا، و فاشل".

سبق أن اتهمت رموز الدعوة السلفية في مشارق الأرض و مغاربها الدكتور عدنان بإعادة إنتاج أفكار الشيعة و معتقداتهم و رؤيتهم للصراع بين الصحابة بطريقة ملفّقة و مغلفة بغطاء سني، كما اتُّهم عدنان صراحة من بعض الشيوخ بالتشيع و خدمة الأجندة "الرافضيّة" في منطقة الخليج خاصة و العالم الإسلامي بصفة عامة، و ذلك بسبب بعض الخرجات الإعلاميّة التي وقع خلالها في بعض كبار صحابة رسول الله، كمثل اتهامه لعبد الله بن عمر بن الخطاب بشدة التعلق بالنساء، ووضع يده على عجز إحدى الجواري، إضافة إلى زعمه أنه كان يفطر يوم صومه بالنكاح، ضمن اتهامات أخرى أحدثت بين عدنان و الدعاة هوة سحيقة، كانت كافية ليجزم بعضهم بتشيُّعه.

يذكر أن القرضاوي من جهته قبل بضعة أسابيع، أقر و اعترف أنه كان مخطئا في ظنه بالشيعة، من خلال محاولات التقريب التي كان يشرف عليها، ليعلن صراحة أن علماء السعودية كانوا أنضج منه في معرفة دسائس هؤلاء و فكرهم، الأمر الذي أثار ضجة في أوساط الفكر الإخواني الذي يُعتبر القرضاوي أحد منظريه و موجههيه.
المصدر: هبة بريس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسس في بعث هواية القراءة

  حسين سونة نشر في  الشرق المغربية  يوم 28/07/2011                                                           قرأت باهتمام مقالا للكاتب محمد...