18 يناير 2010

المسلة

  نموذج آخر لما بناه الإنسان مرتفعا عن الأرض يتجسد في المسلة   (  كلمة اغريقية قديمة وتعني خنجر، المسلات أعمدة ضخمة من الغرانيت تكون قاعدتها كبيرة ثم تضيق باتجاه الأعلى حتى تنتهي بحافة مدببة لذلك تبدو كالخناجر، والمسلات فن معماري رائع وجميل حيث كان يغطى طرف المسلة بمعدن براق ثمين كالذهب أو الفضة حتى يعكس ضوء الشمس لمسافات بعيدة، ولكن هذه المعادن تعرضت للنهب منذ زمن بعيد ولم يبق سوى الأعمدة المصنوعة من الحجارة، وكان جلب الحجارة الخاصة بها من كهوف بمدينة أسوان).

 وهي عمود رباعي الأضلاع مزين بالرسوم والتواريخ , ينتهي أعلاها بشكل هرمي صغير مغطى بالإلكتروم (خليط من الذهب والفضة ) , وقد نحتت المسلات في مدن مصر الفرعونية القديمة : هليوبوليس والفيوم وتانيس في دلتا نهر النيل وفي معبدي الأقصر والكرنك في جنوب مصر , حيث كان المصريون القدماء يقومون بقطع صخور من قطعة واحدة ضخمة من محاجر الجرانيت , ثم ينقلونها ويصقلونها وينقشونها  ثم يرفعونها بدقة على قواعدها بمهارة فائقة . أما المسلات المقامة في لندن ونيويورك وروما وباريس( المصورة هنا في ميدان الكونكوردقرب برج إيفل) ,فإنها نقلت عبر السفن ( بعد تقسيمها في معظم الأحيان ) ورفعت بوسائل ميكانيكية حديثة .

                                                                   من كتاب العربي الصغير. عدد 164مايو 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسس في بعث هواية القراءة

  حسين سونة نشر في  الشرق المغربية  يوم 28/07/2011                                                           قرأت باهتمام مقالا للكاتب محمد...